الأحد, 2024-05-05, 3:03 PM



لقد دخلت بصفتك ضيف | مجموعة "الضيوف"أهلاً بك ضيف | RSS


بحث

قائمة الموقع

اشهار

فئة القسم
مقالات دينية [2]
المقالات خاصة بالدين فتاوى مواعض ....
مقالات تربوية تعليمية [12]
التربية و التعليم
مقالات اجتماعية [1]
علم الاجتماع
مقالات علمية [0]
مقالات اخرى [0]

تصويتنا
مارأيك في الموقع
مجموع الردود: 39

إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0

الرئيسية » مقالات » مقالات تربوية تعليمية

أزمة التعليم في العالم العربي ومخاطرها على مستقبل الأمة

ويكفي أن نعلم أنه على سبيل المثال لا الحصر، فإن في مصر ¼ مليون حامل للدبلوم عاطلين عن العمل، أما مهنة المحاماة فرغم أنها من المهن المميزة وذات الدخل المرموق في الغرب، فإن عدد المحامين العاطلين من العمل في المغرب يكفي لسداد طلبات هذه المهنة هناك لخمسين عاماً قادمة، أما في الجزائر فإن عدد الإداريين العاطلين فيها عن العمل يكفي لإدارة عشر دول. أما مجالات المهارات والتكنولوجيا فإن أصابها يجدون ملجأهم دائماً في الدول الغربية، التي تقدرهم وتفتح لهم أبوابها، وفي الوقت الذي تحمل فيه.. يُحمِّل الكثيرون الحكومات العربية المسؤولية عن هذا التردي في نظام التعليم، فقد انتشرت المدارس الأجنبية بشكل مخيف في الدول العربية حتى أنها أصبحت الأساس في الدراسة في بعض البلدان مما يعني أن الأجيال القادمة التي تتخرج من هذه المدارس والتي تعتبر أجيال النخبة في المجتمعات العربية، لم تدرس إلا التاريخ الغربي والثقافة الغربية ولا يتحدثون –حتى في بيوتهم- إلا لغةً غير اللغة العربية يضاف إلى هؤلاء مئات الآلاف ممن درسوا ويدرسون الآن في الغرب حيث تشير الإحصاءات أن عدد الطلبة العرب الذين يدرسون في الغرب الآن يصل إلى حوالي 600 ألف طالب. 

في نفس الوقت فإن نسبة الأمية في ازدياد مخيف، إذ يبلغ عدد الأميين في العالم العربي 65 مليون أمي أي ما يعادل 43% من عدد السكان العرب وهناك أمية أخرى مخيفة هي أمية المثقفين فإذا كانت القراءة دليلاً على الوعي فقد تراجع استخدام ورق الصحف في العالم العربي لكل ألف فرد من 3.3 كيلو جرام في العام 85، ليصبح في العام 95، 2.7 كيلو جرام فقط، في الوقت الذي ارتفع فيه في أوروبا في الفترة نفسها لكل ألف نسمة من 55.7 كيلو جرام إلى 82.2 مع مراعاة الزيادة المطردة لعدد السكان في العالم العربي مقارنة بالغرب، إذن فنحن على أبواب كارثة كبرى تحتاج إلى نقاش صريح وتحرك على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والحكومات لإنقاذ أبنائنا وأجيالنا القادمة وهويتنا وثقافتنا ومستقبلنا من الانهيار وهذا ما سوف نطرحه في حلقة اليوم مع الدكتور طارق محمد السويدان (المدير العام لأكاديمية الإبداع الأميركية). 

ولد الدكتور طارق السويدان في الكويت عام 53، سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد حصوله على الثانوية عام 70 فدرس المرحلة الثانوية الأميركية مرة أخرى وتخرج عام 75 من جامعة ولاية بنسلفانيا متخصصاً في هندسة البترول، 

عاد إلى الكويت، ثم ابتعث إلى الولايات المتحدة مرة أخرى عام 78 لدراسة الماجستير والدكتوراه حيث بقي هناك إلى عام 92، حصل على الماجستير والدكتوراه في هندسة البترول مع تخصص مساعد في الإدارة والإبداع، ومن هناك بدأ اهتماماً بمجال التعليم، عاد إلى الكويت عام 92 وإلى التدريس في كلية الدراسات التكنولوجية ثم أسس وأدار شركة الإبداع الخليجي للتدريب والاستشارات ثم أكاديمية الإبداع الأميركية عام 96، 

وأدعو مشاهدينا للمشاركة الآن في الاستفتاء على سؤال حلقة اليوم وهو: ما هو المخرج لأزمة التعليم في العالم العربي هل هو إصلاح وتطوير نظام التعليم الحكومي أم خصخصة التعليم بالكامل أم تطوير كلا النظامين؟ 

يمكنكم الدخول الآن إلى موقع الجزيرة نت www.aljazeera.net، للتصويت على حلقة اليوم والمشاركة في حلقة النقاش، كما استقبل كافة مشاركتكم عبر صفحة المشاركات الحية، كما يمكنكم الاتصال بناء على هاتف رقم 009744888873 كذلك استقبل مداخلاتكم على الفاكس 00974885999، دكتور مرحباً بيك. 

د. طارق السويدان: 

يا مرحب يا أخ أحمد. 

أحمد منصور: 

بدايةً ما معنى وجود 65 مليون عربي أمي، أي أن 43% من العرب أميون أميةً كاملة؟! 

د. طارق السويدان: 

أولاً أحب أشكرك على هذا البرنامج المتميز وأشكرك على الدعوة الكريمة. 

أحمد منصور: 

شكراً جزيلاً.. شكراً. 

د. طارق السويدان: 

والحقيقة موضوع التعليم –كما تفضلت- الحقيقة يشكل كارثة، ويشكل خطر على الأمن القومي والإحصاءات التي تفضلت بها إحصاءات تدل على.. على خطر داهم، والناس -سبحان الله- تراه من حولها ولا تعمل من أجله شيء. 

في عام 92 عندما ناقش الكونجرس الأميركي قضية التعليم، صدَّر قرار أن التعليم يشكل خطر على الأمن القومي الأميركي، ومن هنا.. 

أحمد منصور [مقاطعاً]: 

رغم أن أميركا من أبرز الدول تقدماً في العالم! 

د. طارق السويدان: 

تعتبر متقدمة، لكن هم في سنة 92، اعتبروا أن الوضع التعليمي عندهم لو استمر على ما هو عليه بعد 20 سنة، سيسبب خطر على أمنهم القومي من قبل ألمانيا واليابان ومن هنا صدر قرار الكونجرس لإصلاح التعليم، قرار مشهور Education reform في العالم العربي، -سبحان الله- كما تفضلت الإحصاءات في تراجع ويدل على أن قضية التعليم بالنسبة إلينا تعتبر قضية ثانوية ما هي قضية جذرية أساسية، صحيح فيه إنفاق لكن ما هي المخرجات لهذا الإنفاق؟ 

أنت لو كنت تاجر وأنفقت هذه المبالغ الكبيرة ستسأل ما هو مردودي؟ ما هو ربحي من وراء هذا الإنتاج؟ الحقيقة -كما تفضلت- عندنا كارثة وكون أن الأمية في ازدياد، أنا اطلعت على أيضاً على إحصاءات اليونسكو، إحصاءات اليونسكو في عام 2000 تدل على أن نسبة الأمية في العالم العربي أعلى من نسبة الأمية في المتوسط العام للعالم، نسبة الأمية في العالم العربي بالمقارنة مع أوروبا.. أوروبا تعتبر 1/20 من الأمية في العالم العربي. 

نحن أمة ناهضة نحن أمة تحتاج كل طاقة في الوقت الذي نحن بحاجة إلى الاستفادة من طاقات شبابنا نجد هذا التصارع السياسي، نجد الإنفاق الرهيب على الجانب العسكري ونجد عدم وجود أي رؤية –وأنا بودي أن أتوسع في هذه القضية- عدم وجود أي رؤية استراتيجية للحكومات العربية، ماذا ستفعل بهؤلاء البشر. 

أحمد منصور: 

إذن فهناك أسباب –دكتور- لقضية الأمية المغرقة التي تصل إلى 43%.. 

أحمد منصور: 

دكتور طارق كنا نتحدث عن الأسباب التي أدت إلى زيادة الأمية في العالم العربي حتى أن عدد الأميين العرب يصل إلى 65 مليون عربي أي 43% من عدد السكان. 

د. طارق السويدان: 

هو الحقيقة يعني أنا أظن أن كثير من الأمور تستطيع أن تربطها بمعطيات أخرى رئيسية: المعطى السياسي والمعطى الاقتصادي من المعطيات الرئيسية، لما تأتي لدولنا وتجد أن ما فيه رؤية واضحة، ماذا سنفعل بهؤلاء البشر؟ وهذا التعليم في اتجاه سيتجه، يعني أنا اطلعت على الخطط الاستراتيجية في بعد الدول العربية.. 

أحمد منصور: 

في التعليم؟ 

د. طارق السويدان: 

في التعليم وفي الدولة ككل، ما هي نوعية الدولة التي نريد أن نبنيها وبالتالي سنوجه التعليم ليخدم هذا. 

الإنسان العادي –الذي في الشارع- عندما يرى أن التعليم في النهاية سيؤدي إلى راتب ضعيف، دخل محدود، قد يفضل أن ابنه لا يدخل في هذا التعليم ويذهب يكون منتج في الزراعة.. أو يفتح له محل أو غيره، أنا دعني أقارن مقارنة سريعة مع ماليزيا، ماليزيا في سنة 85 عملوا مؤتمرات وطنية لقضية.. 

أحمد منصور: 

التعليم. 

د. طارق السويدان: 

التعليم، وعملوا مؤتمرات وطنية لاستراتيجية الدولة كدولة إلى أين سنتجه كدولة وقرروا أن تكون ماليزيا دولة صناعية، هذا القرار تغيرت على أساسه مناهج التربية والتعليم، تغيرت على أساسه البعثات الدراسية، تغيرت على أساسه نظم الهجرة ونظم الاستثمار، وفعلاً خلال 10 سنوات.. 

أحمد منصور [مقاطعاً]: 

كل الجوانب تخدم على الهدف الذي حددته الدولة. 

د. طارق السويدان: 

والشيء العجيب أن مناهج التعليم كلها تحولت لخدمة هذا الهدف، النتيجة سنة 95، ماليزيا عاشر دولة صناعية في العالم، وجود رؤية.. 

أحمد منصور: 

خلا عشر سنوات!! 

د. طارق السويدان: 

خلال عشر سنوات، وجود رؤية واضحة عند القيادة السياسية، أين نريد أن نتجه؟ وبالتالي التعليم هو وسيلة، هو ليس هدف في النهاية هو وسيلة لخدمة الرؤية الاستراتيجية للدولة، ماذا نريد أن نفعل، ماذا نريد أن نصنع بدولنا، أنا أقارن هذا ببعض الخطط الاستراتيجية لبعض الدول العربية، لما تجد خلطة هكذا.. نحن ندرس تخطيط استراتيجي فنجد خلطة، يريدون الدولة أن تكون صناعية وزراعية واستثمارية وسياحية وكذا، الأميركان عندهم مثل يقولون Jack of all trades master of non. الذي يريد أن يعمل كل شيء لن يتقن أي شيء، وهذا الذي حدث معنا، نحن.. نحن.. نحن دولنا ما هي هويتها؟! ما هي الهوية التي نريد أن تصنعها؟ ما هي الرؤية التي نريد أن نحققها وبالتالي ما هو نوع التعليم الذي نريد أن نصل إليه ليحقق رؤيتنا؟ 

دعني أعطي مثال صغير هنا، الكويت دولة نفطية، أنا أدرس في كلية التكنولوجيا وكنت أدرس مادة نفط وغاز كأحد المواد التي أدرسها أمية نفطية.. 

أحمد منصور: 

عند الطالب. 

د. طارق السويدان: 

عند الطلبة، يخرجون من الثانوية العامة لا يعرفون هذا البترول ما هو يرون أن أصله حيواني ويرون أن كذا.. وخيالات.. 

الكويت دولة استثمارية يتخرج الطالب من الثانوية العامة وهو لا يعرف أسس الاقتصاد ولا يعرف كيف يعمل دراسة جدوى أو كيف يقيم ميزانية أو غيرها، إذن ما هو التعليم الذي نريد أن نعطيه لهؤلاء الناس. 

أحمد منصور: 

يعني التخبط السياسي له دور أساسي في قضية انهيار مستوى التعليم. 

د. طارق السويدان: 

هذا جانب. 

أحمد منصور: 

عدم وجود رؤية واضحة للقيادة السياسية ماذا تريد بالضبط لدولتها أيضاً هو أساس في عملية. 

د. طارق السويدان: 

هذا أساس، والأساس الثاني الجانب الاقتصادي عندما يرى كثير من الناس أنه يتخرج وياخذ شهادات جامعية، ثم –كما تفضلت بالإحصائيات- البطالة الشديدة طب أنا لماذا أدرس هذا الدراسة الطويلة ثم سأتخرج وأجلس!! طب ما أنا من بعد الثانوية ولا حتى من قبل الثانوية اشتغلت مع والدي وربحت لي شوية فلوس ودخلت دخل على الأسرة ويمكن أصل إلى أن أكون من التجار المرموقين، بدون شهادة أو بدون غيرها، هكذا بدأ الطالب في العالم العربي يقيس الأمور لأن الواقع العربي للأسف مرير في هذه المسائل وهذه جزء –أنا في ظني- مما أدى هذه إلى الإحصاءات الخطيرة. 

أحمد منصور: 

نفس الصورة موجودة حتى في مصر حتى في كثير من الدول العربية الأخرى نجد أن الإنسان اللي معاه حرفة ربما يجني من الدخل أكثر من الدخل من اللي معاه شهادة دكتوراه. د. طارق السويدان: 

أنا أعطيك مثال بسيط، أنا اليوم كان عندي دورة لموظفين الجهات الحكومية، وجئنا حسبنا –عندنا طريقة نحسب- كم دخل الموظف في الساعة؟ طلع دخل الموظف خريج الجامعة اللي اشتغل 5 سنوات. 

أحمد منصور: 

دا في الكويت طبعاً؟! 

د. طارق السويدان: 

في الكويت واللى هي تعتبر من الدول الغنية طبعاً، الكويت تعتبر وضعها أحسن بكثير من كثير من الدول قارن هذا بالدول الأخرى وخد على ذلك، طلع دخل هذا الموظف أقل من دخل البنشارشي، فليش يدرس هذه الدراسة الطويلة إذا ما كان سيستثمرها.. ثم ثم كثير منهم يشعر أنه يعمل بلا هدف. 

أحمد منصور: 

هو فقط من أجل ما يأخذه في نهاية الشهر، كدخل حتى في النفط الذي لا يعلم عنه شيئاً. 

د. طارق السويدان: 

بالضبط، يعني بالنهاية..، فالمشكلة الحقيقية كبيرة.. 

أحمد منصور: 

الآن دكتور. اتفضل. 

د. طارق السويدان: 

العفو، هذا المثال اللي على الكويت لو أخذنا الجزائر أو المغرب أو العراق أو مصر أو كذا، ستجد الأحوال أسوأ بكثير، بسبب الوضع الاقتصادي الذي في هذه الدول، فإذا كان هذا هو وضع الكويت وهي دول غنية مهتمة بالتعليم، فما بالك بغيرها!! ولذلك إحنا النقد، الحقيقة ما نريد أن ننقد بلد معين، إحنا قاعد نتكلم عن.. 

أحمد منصور [مقاطعاً]: 

إحنا بنتكلم عن الواقع بشكل عام، وفق إحصاءات البنك الدولي والأمم المتحدة. 

د. طارق السويدان: 

بشكل عام، .. واليونسكو. 

أحمد منصور: 

اليونسكو نعم، وكذلك الإحصاءات الموجودة من بعض الدول لأن الدول لا تنكر هذا الواقع. 

د. طارق السويدان: 

والحقيقة إحنا إذا ما كنا جريئين في تشخيص المشكلة ومحاولة وضع يدنا على الجرح، الحقيقة مثل هذا الحوار أنا سعيد به جداً، لأن في العالم العربي كأن فيه تغطية لهذه القضية وأنا أعتقد أنه -الله يرضى عليك- يعني فتح هذا الباب.. 

أحمد منصور [مقاطعاً]: 

لكن طب فيه، فيه هنا نقطة.. نقطة هامة يا دكتور. 

د. طارق السويدان: 

اتفضل. 

أحمد منصور: 

أنا من خلال الأيام الماضية وأنا بأحاول أدرس الموضوع وقعت على.. على تقارير كثيرة تؤكد على أن ما تنفقه مصر على الطالب الذي يدرس فيها الطالب المصري البسيط هذا يكاد يوازي ما تنفقه الولايات المتحدة على الطالب عندها.. 

د. طارق السويدان: 

صحيح، صحيح. 

أحمد منصور: 

ما تنفقه الدول العربية على التعليم يكاد يوازي أيضاً ما تنفقه الدول الغربية –حتى المتقدمة، كندا واليابان والدول الأوروبية والولايات المتحدة- نفس المبالغ نسبة من الدخل القومي على ما ينفق على التعليم، مع ذلك لديهم تقدم ولدينا انهيار لديهم طالب مميز ولدينا طالب مثقل بالمواد وبالمذاكرة ومع ذلك في النهاية بيطلع لا يجد مجالاً يعمل فيه ما هي أسباب ذلك؟ 

د. طارق السويدان: 

هو أن طبعاً ممكن أفصل في الأسباب لكن دعني أزيدك إحصائية في هذا، أنا أدير مدرسة أميركية أنا أعرف كم يكلف الطالب الأميركي –في أميركا وكم يكلف عندنا- بالميزانيات التي تنفق في العالم العربي على الطالب نستطيع لو أدرناها إدارة صحيحة، أن نعمل مدارس ونأتي بمدرسين من الخارج –من أميركا ومن كندا- بنفس الصرف الذي ستصرفه الدول العربية. 

أحمد منصور: 

أنت تقصد التعليم الحكومي؟ 

د. طارق السويدان: 

أنا أقصد بالذات التعليم الحكومي، التعليم الحكومي ينفق عليه مبالغ ممكن تصنع بها أفضل مدارس في العالم، هناك هدف..

أحمد منصور: 

التعليم الحكومي اللي بيعتبر تعليم منهار. 

د. طارق السويدان: 

أي نعم. 

أحمد منصور: 

وتعليم ضعيف للغاية، ما.. ما ينفق على الطالب فيه يكفي لصناعة أو لتخريج طالب على مستوى كفاءة الطالب الكندي والأميركي والأوروبي؟! 

د. طارق السويدان: 

في المناهج وفي مستوى المعلمين وفي مستوى الخدمات، ممكن بهذه الأموال التي تنفق نعطي خدمات أعلى من اللي تقدم في أميركا. 

أحمد منصور: 

إذن أين الخلل هنا؟!! 

د. طارق السويدان: 

الخلل في إدارة هذه المسألة، الخلل في مجموعة أمور وليست أمر واحد، وممكن نأخذهم بالتفصيل إن أحببت. 

أحمد منصور: 

نأخذهم بالتفصيل. 

د. طارق السويدان: 

أول خلل هو في تحليل، تركيز العلاج أنا رأيت عدة استراتيجيات في الكويت في الإمارات في غيرها لمحاولة إصلاح التعليم، عندما ترى استراتيجية لمحاولة إصلاح التعليم، تجد -كما ذكرت- يريدوا أن يعلموا كل شيء دفعة واحدة، ويريدوا أن يفعلوا هذا في ظل قرار سياسي غير مستقر لما يأتي وزير تربية وتعليم لا يدوم في وزارته أكثر من سنتين كيف سيصلح التعليم.. 

أحمد منصور: 

لا فيه وزراء، بيقعدوا فترات طويلة جداً، وبيغيروا المناهج. 

د. طارق السويدان: 

نعم، بس –العفو- هذا التغيير.. خلينا ناخد النموذجين، النموذج الأول اللي يجلس له سنتين كيف سيستطيع أنه يطور التعليم في سنتين؟! هذا خلل استمر عدة سنوات. 

أحمد منصور: 

معنى ذلك أن يجب نظام التعليم لا يرتبط بالوزير إنما جزء من استراتيجية الدولة نفسها. 

د. طارق السويدان: 

وهذا من المشاكل الكبيرة جداً عندما تصبح قضية التعليم جزء من الصراع السياسي وجزء من عدم الاستقرار السياسي هذه واحدة، الذين يريدوا أن يصلحوا التعليم، يريدوا أن يصلحوا التعليم ويضعوا استراتيجيات فيها محاولة إرضاء كل الأطراف، يريد أن يصلح المناهج والتعليم والمعلم والإدارة والمعوقين والمبدعين.. وكل حاجة يريد أن يصلحها دفعة واحدة نحن تعلمنا في التخطيط الاستراتيجي، قضية الـ Focus التركيز، ركز على قضية واحدة وانتج فيها إنتاج جيد ثم انطلق إلى.. 

أحمد منصور: 

أعطها المساحة الزمنية التي.. 

د. طارق السويدان: 

انفق عليها و أعطها عقولك وأعطها وقتك وجهدك وأعطها وشوف النتيجة. حتى الآن أنا لم أر محاولة إصلاح جادة لقضية التعليم. 

أحمد منصور: 

رغم النفقات الباهظة التي تنفق!! 

د. طارق السويدان: 

عجيب النفقات هذي أين تذهب وهذا الحقيقة سؤال محير جداً يدل على ترهل إداري شديد جداً، أنا أعطيك ميزانية -مثال بسيط – خذ قضية المناهج وأنا سأتكلم بعد قليل عن المناهج بتفصيل أكثر- خذ قضية المناهج- أنا أريد أن أريك شيء، هذا منهج للعلوم من أميركا، للصف السادس الابتدائي، هذا دليل المعلم وهذه بعض الوحدات التي تدرس، بالمقابل لو أخذنا نفس المنهج للمرحلة نفسها في المناهج العربية هذه هي المناهج الآن العربية التي تدرس وهذه مناهج موحدة على مستوى الخليج، طيب الذي ينفق على هذه المناهج بالمقارنة بالذي ينفق على هذا المنهج هذا المنهج الأميركي انفق عليه 600 مليون دولار، شارك في تأليف هذا المنهج 600 شخص. 

أحمد منصور: 

هذا المنهج، فقط الصغير هذا. 

د. طارق السويدان: 

أي نعم، 600 شخص من بينهم كبار رجال الصناعة في أميركا حتى يقولوا للمؤلفين نحن نحتاج أن تركزوا على هذه القضايا لأنها ستنفعنا في الصناعة فيما بعد. 

أحمد منصور: 

طب أنا.. طالما أنت تتحدث عن المنهج والمنهج الأميركي أنا.. يعني (لوس أنجلوس تاميز) نشرت تقرير في 23 يناير الماضي 2001م تقول فيه: " أنا حجم المواد التي يدرسها طلاب التعليم في مصر أضعاف ما يدرسه الطالب الأميركي.. 

د. طارق السويدان: 

صحيح، صحيح. 

أحمد منصور: 

وأن ما يقضيه الطلبة المصريون في المذاكرة يفوق أضعاف ما يقضيه الطلبة الأميركيون.. ومع ذلك فالنتيجة كلنا نعلمها.. 

أحمد منصور: 

دكتور كان سؤالي عن التقرير الذي نشرته (لوس انجلوس تايمز) في 23 يناير الماضي 2001م حول التعليم في مصر وكان مقارنة من المراسلة الأميركية بين التعليم في مصر والتعليم في الولايات المتحدة الأميركية حتى أنها قالت ما نصه أن الآباء الأميركيين سوف يحسدون الآباء المصريين على كم المذاكرة الذي يقوم الطلبة المصريين بمذاكرته كل يوم من خلال المناهج الكبيرة التي تعتمد على الحفظ، مما يدل على أن الطلبة الأميركان نسبة تحصيلهم أقل ومع ذلك فالنتيجة هو أن هناك تقدماً هائلاً ولدينا تراجعاً كبيراً. 

د. طارق السويدان: 

طبعاً هذا الإحصاءات الحقيقة أيضاً كانت قلق عند الإدارة الأميركية بالمقارنة مع اليابان وألمانيا والنتيجة التي وصولوا إليها هي العكس هذا تماماً أن التعليم في اليابان متقدم على التعليم في أميركا بينما المناهج حجمها أقل، بنفس الظاهرة قاعدة تتكرر هو السؤال ليس كم حجم المنهج، السؤال ما هو محتوى المنهج، ما هي الفلسفة التي بني عليها التعليم هذا المنهج؟ 

أحمد منصور: 

حفظ كثيراً جداً لدرجة أن الطالب ممكن يجلس عشر ساعات ويذاكر كل هذا.. 

د. طارق السويدان: 

يا سيدي أسوأ من هذا بكثير دعني أعطيك أمثلة عايشتها، بحكم معايشتي للتعليم الأميركي والأجنبي بشكل يومي ومقارنته مع التعليم العربي أيضاً بشكل يومي، خذ المحتويات أنا كنت أراجع مع أحد أولادي في قضية العلوم، وكنت أراجع الذرة ما زالت المناهج عندنا، في الجامعة وليس في الثانوية أو في الابتدائي أو في المتوسط تدرس أن الذرة تتكون من بروتون، من نواة وإلكترونات وأن النواة أصغر أجزاءها، البروتون والنيوترون ثبت علمياً من أكثر من 15 سنة أن هناك شيء يسمى الكورك هو أصغر أجزاء النواة، أدخل في مناهج التعليم الأميركية من 15 سنة. 

أحمد منصور: 

بس لسه ما وصلناش. 

د. طارق السويدان: 

لسه ما وصلنا..، في الجامعات ما وصلنا إلى الآن، هذا يدرس لابني في الصف السادس الابتدائي، وإحنا في الجامعات إلى الآن لا يدرس فعندنا.. 

أحمد منصور: 

فيه تخلف في المناهج أيضاً. 

د. طارق السويدان: 

يعني هي قضية حجم، أنا ممكن أعبي لك حشو شديد لكن ما هو المحتوى؟ وما هي حداثة هذه المعلومات؟ اسمح لي أضرب آخر. 

أحمد منصور: 

اتفضل. 

د. طارق السويدان: 

راجعت مناهج الإدارة بحكم متابعتي لقضية الإدارة –اشتريت في عام 1993 لما عدت من أميركا، 1992 في سنة 1993 اشتريت الكتب الحديثة في الإدارة، واشتريت الكتب اللي صادرة في التسعينات 1990، 1991م في التسعينات، أحدث مرجع فيها -في كل الكتب اللي اشترتها وقرأتها جميعها –كتب عربية، أحدث مرجع مستعمل عام 1972م. 

أحمد منصور: 

في الإدارة في العالم العربي؟ 

د. طارق السويدان: 

هذه الكتب التي تدرس في كليات الإدارة طبعاً الآن الوضع بدأ يتحسن شوية، لكن مازال عندنا تخلف شديد نعم عندنا مناهج، وعندنا مناهج ضخمة ولجان وغيرها، لكن ما هي حداثة هذه المعلومات، ما هي الفلسفة التي تبنى عليها وما هي المحتوى أو محتويات هذا المنهج، وما هو الهدف الذي نريد أن نصل إليه؟ 

أحمد منصور: 

مع هذه المناهج أيضاً قرأت إحصائية في الأهرام تشير إلى أن ما ينفقه المصريون على الدروس الخصوصية يصل إلى 4 مليارات جنيه في السنة، هذه المبالغ أيضاً. 

د. طارق السويدان: 

قضية الدروس الخصوصية. 

أحمد منصور: 

يعني لو وجهت في قضية بناء التعليم نفسه. 

د. طارق السويدان: 

لإصلاح التعليم، أيوه نعم. 

أحمد منصور: 

فيه نقطة مهمة هنا يا دكتور في قضية الفهم، الآن هنا الحكومات تسيطر على مجال التعليم وزارات تربية وتعليم في الوقت الذي يوجد فيه في الغرب وزارات للتربية والتعليم ومع ذلك هناك عملية نهوض، ما هي فلسفة التعليم في هذا.. في هذا الجانب؟ 

د. طارق السويدان: 

هذه، هذه من أسس القضية وأنت أصبت يعني فيها الحقيقة، عين من أعين المشكلة صحيح، لما كنت في أميركا أنا تعجبت الحقيقة، والآن لما أدير مدرسة أميركية بديت أتعمق في هذه المسألة، أولاً لا توجد وزارة تنتج مناهج، في أميركا، الذي ينتج المناهج في أميركا شركات، تتنافس هذه شركة (Harcot press) تصدر هذا المنهج، هذه شركة أخرى تصدر منهج آخر، نحن كجهة تعليم مدرسة من حقنا من هذه الشركة أو نشتري من هذه.. الشركة التي مناهجها تعيسة أو ضعيفة.. 

أحمد منصور: 

لكن السياسات من يضعها يا دكتور؟ 

د. طارق السويدان: 

السياسات يضعها مجلس أعلى للتعليم. 

أحمد منصور: 

يتبع الحكومة. 

د. طارق السويدان: 

يتبع الحكومة. 

أحمد منصور: 

يضع إطار معين لا يمكن لأي شركة أن تتجاوزه. 

د. طارق السويدان: 

لا من حق الشركة تعمل ما تشاء، ما فيه.. هناك حرية في التنافس الوزارة تضع معايير.. 


مقتبس من لقاء الجزيرة مع الدكتور طارق برنامج بلا حدود
السلام عليكم ورحمة الله

الفئة: مقالات تربوية تعليمية | أضاف: t38 (2009-08-04)
مشاهده: 1108 | تعليقات: 2 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
طريقة الدخول
اسم المستخدم:
كلمة السر:

FeedBurner

ادخل إميلك ليصلك الجديد في الموقع:

Delivered by FeedBurner


قوقل تواصل

أصدقاء الموقع
  • منتديات الونشريسي التعليمية
  • موقع الاسلام
  • دليل المواقع الاسلامية
  • الونشريسي فون
  • دليل المواقع العربية
  • مكتبة الكتب

  • أمن المواقع

    Secure site


    ترجمة الموقع

    دردشة-مصغرة
    200

    الصور

    كل الحقوق محفوظة لموقع الونشريسي Copyright MyCorp © 2024

    free counters