الأحد, 2024-05-05, 8:46 PM



لقد دخلت بصفتك ضيف | مجموعة "الضيوف"أهلاً بك ضيف | RSS


بحث

قائمة الموقع

اشهار

فئة القسم
مقالات دينية [2]
المقالات خاصة بالدين فتاوى مواعض ....
مقالات تربوية تعليمية [12]
التربية و التعليم
مقالات اجتماعية [1]
علم الاجتماع
مقالات علمية [0]
مقالات اخرى [0]

تصويتنا
مارأيك في الموقع
مجموع الردود: 39

إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0

الرئيسية » مقالات » مقالات دينية

تابع
على ما نراه ، أو على ما توصلنا إليه .. الخ . مطلوب - اليوم أكثر من أي وقت مضى - قراءة السيرة ودراستها دراسة استراتيجية في مختلف الحالات الاجتماعية والتربوية والعلمية والإدارية والسياسية والاقتصادية والحركية والأمنية والثقافية .. ففي السيرة بيان لجميع الحالات أو أصولها ؛ خلافاً لصنيع بعض كُتّاب السيرة حين يصورون حياة النبي صلى الله عليه وسلم على أنها صراع وحروب وغزوات وسرايا ، ويغفلون عن الجوانب الأخرى . لكن المطلوب : دقة تحليل الواقع المعاش من خلال متخصصين ، لا متحمسين فقط ، ثم دراسة السيرة وتحليها ، ثم تحديد مواقع الاقتداء من مسيرة السيرة ، أو اكتشاف المرحلة من السيرة التي تمثل حالة الاقتداء وكيفيته من خلال ظروف الحال نفسه . 
ثالث عشر : تحديد هدف الدراسة وهو الاقتداء والتأسي : 
من العبث اعتبار سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لمجرد التسلية ، وإبراز عظمة الرجال ؛ بل إن سيرته للناس ، وترجمة عمَلية لدين الله - عز وجل - وتصور للإسلام يتجسد في حياة صاحب الرسالة ، تطبيقاً للمبادئُ والقواعد والأحكام النظرية ؛ ولذا قال الزهري : (في علم المغازي علم الآخرة والأولى ) . لمّا وعى الصحابة وسلف الأمة هذا الغرض اكتسبت السيرة في حياتهم مكانة علمية تليق بها وبهم . قال على بن الحسين .: 
( كنا نتعلم سيرة النبي كما نتعلم السورة من القرآن) 
لأنه لا غنى لم يريد الاقتداء به عن معرفة سيرته ، والاقتداء أساس الاهتداء : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً )( الأحزاب : 21 ) . 
ولكن كيف نتعامل مع السيرة في هذه المرحلة المتغيرة ، وكيف يكون الاقتداء ؟ الواقع يتغير ، ووسائلنا في العمل وقراءة القيم لا تتغير ، والسيرة اتخذت لكل حالة ما يناسبها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر - حين أكرهه المشركون على سب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير - : " إن عادوا فعد " . آية التأسي نزلت في غزوة الأحزاب؛ لتبين أن تمام الإقتداء إنما يكون في شدة البأس والضيق وفوات الدنيا لمن تعلق بالآخرة ، فلا يكون الإقتداء في اليسر دون العسر ، ولا في الحاجيات والتحسينيات دون الضروريات من مقاصد الشريعة ، وليس المقصود التقليل من شأن الاقتداء في العادات ؛ فذلك مهم في صياغة الشخصية المتكاملة . 
نزلت آية الأحزاب وقد بلغت القلوب الحناجر ، وحين استنجد الصحابة بالرسول صلى الله عليه وسلم عندما واجهتهم الصخرة الكبيرة حاول تفتيتها بالمعول طبقاً للسنن الجارية مؤملاً النصر . "فقيمة الاقتداء وعطاؤه وعظيم ثوابه عندما يكون في العزائم والقضايا الكبيرة التي قد يمتحن صاحبها في صدق إيمانه وقوة يقينه ، فتفوته بعض النتائج في الدنيا ، ويخسر المعركة ، لكن الاقتداء يحميه ويحول بينه وبين السقوط ، ويرتفع به من الوقوف عند النتائج القريبة إلى ابصار العواقب والمآلات .. ذلك أن مظنة الارتكاز في الاقتداء هي رجاء الله واليوم الآخر واستمرار الذكر الذي يجلّى هذه الحقيقة ، ويؤكد حضورها واستمرارها : 
( لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً . ( الأحزاب : 21 ) . 
ولكل مخلص أن يتساءل : ما نصيب السيرة النبوية في المناهج التربوية اليوم ؟ وما أثر معرفتها في سلوك العاملين في ميادين الدعوة والتربية والتعليم؟ 
رابع عشر : معرفة مواضع الاقتداء من فعله صلى الله عليه وسلم : 
معرفة أحوال أفعاله صلى الله عليه وسلم وأقسامه مبحث أصولي يهم دارس السيرة . وفعله صلى الله عليه وسلم لا يخلو أن يكون صدر منه بمحض الجِبِلّة ، وهي الخِلقة أو بمحض التشريع ، وهذا قد يكون عاما للأمة وقد يكون خاصا به صلى اله عليه وسلم فهذه ثلاثة أقسام : 
القسم الأول : الأفعال الجبلية : كالقيام و القعود والأكل والشرب ، فهذا القسم مباح ؛ لأن ذلك لم يقصد به التشريع والتعبد؛ ولذلك نسب إلى الجبلة وهي الخلقة . 
القسم الثاني : الأفعال الخاصة به صلى الله عليه وسلم التي ثبت بالدليل اختصاصه بها كالجمع بين تسع نسوة ؛ فهذا القسم يحرم فيه التأسي به . 
القسم الثالث : الأفعال البيانية التي يقصد بها البيان والتشريع ، كأفعال الصلاة والحج ، فحكم هذا القسم تابع لما بيّنه ؛ فإن كان المبيَّن واجباً كان الفعل المبين له واجباً ، وإن كان مندوباً فمندوب . 
خامس عشر : معرفة كيفية الاستفادة منها في الواقع : 
الدراسة المفيدة للسيرة تحصل حين تّدرس على أنها سنن ربانيه يمكن أن تتكرر كلما تكررت ظروفها ولا تتحقق أبداً حين ننظر للسيرة على أنها مجرد أحداث مفردة قائمة بذاتها حدثت زمن البعثة النبوية ..بل هي آيات وعبر في شؤون الحياة كلها ، وإلا ضاع رصيدها وقوتها الدافعة لأجيال المسلمين ؛ فهي تربط المسلم بالسنن الربانية ، وتربط قلبه بالله تعالى. 
إن كل حركة إصلاح أو تغيير تعجز عن الاستفادة من السيرة في صياغة مناهجها وحل مشكلاتها هي بعيدة عن الاقتداء ؛ لأن الواجب تجريد السيرة من قيد الزمان والمكان؛ لتجيب عن أسئلة الواقع ومشكلاته . وهذا النوع من الداراسات قليل جداً ؛ إذ جلّ الدراسات لا تعبر عن عصر مؤلفها ، ولا تخدم احتياجات واقعه ، ولا تطرق مشكلاته . 
قد تكون المشكلة كامنة - أحياناً - في غياب المقاصد الحقيقية التي تمثل معاني الخلود عند دارسي السيرة أي قدرتها على التعامل مع جميع الظروف - مما جعلها عن كثيرين تاريخاً لا مصدراً للاهتداء والتشريع . 
وهي - لا شك - تاريخ ، ولكنها تاريخ وحاضر ومستقبل : تاريخٌ زماناً ومكاناً ، وحاضرٌ عطاءً ومصدراً للتشريع ، ومستقبلٌ رؤية واستشرافاً . ً . وإذا كان التاريخ مصدراً للدرس والعبرة فالسيرة أوْلى لأنها فترة مسددة بالوحي ، وحقبة بيان عملي للدين . 
لقد سبب غياب هذا المنطلق إغراقاً في الفقه النظري - سواء الذي يسير خلف المجتمع ، أو البعيد عن واقعه - ، كما سبب تراجعاً في الفقه التطبيقي ( فقه التنزيل) فصارت مشكلات المسلمين تنشد الحل المستورد . 
إن مما يؤكد أهمية الانطلاق من ذلك المنطلق حين التعامل مع السيرة ما يشير إليه ترتيب سور القرآن وآياته - والسيرة بيان عملي للقرآن - فلم يجئ ترتيبه حسب نزوله زماناً ومكاناً ؛ لئلا يبقي المتأسي أسير الزمان والمكان الماضيين ، بل ليبقى مسخِّراً للزمن متحكماً فيه يستطيع تحديد الموقع المناسب للاقتداء من خلال قيم القرآن الكريم ومسيرة السيرة بحسب الظروف والإمكانات وطبيعة أقتدار التدين التي تحدد مكان الاقتداء من السيرة .. هذا وإلا بقيت السيرة في خانة التبرك والفخر تصاغ في شكل موالد وموائد تشيع فيها البدعة ، وتضيع فيها السنة ، وتضيع معها الأوقات . 
وفي سيرة سلفنا إضاءات للمستنيرين بنورها ، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقاتل مانعي الزكاة ، ويقول لعمر بن الخطاب لما حاول تأجيل قتالهم : "أجباُرُ في الجاهلية وخوّار في الإسلام ؟ ! إنه قد انقطع الوحي ، وتم الدين ، أَوَ ينقص ؟ وأنا حي ؟ ! ، فلم يتقيد بقيد الزمان وهو ما قبل فرضية الزكاة في صدر الدعوة - ولذا فإن من الخطأ أن نريد إعادة مراحل السيرة التي كانت قبل اكتمال شرائع الإسلام ، فنكتفي ببعضها ردحاً من الزمن، ونحمل الناس على شيء من الدين مرحلة من الزمن ؛ فذلك " تبسيط شديد للأمور من ناحية ، وتجاوز لتحليل ومعرفة أهم الأبعاد التي غابت عن محاولات التغيير ، وأدت إلى تراجعها . 
ولكي يتضح جانب التبسيط فإنه يُرد على من أراد تقييد الإفادة من السيرة بالزمان بتقييدها بالمكان ! فهل يطيقه ؟. 
ولابد أن نلاحظ - حال الإفادة من معطيات السيرة - أنه لا يمكن أن تُنتج الوسائل والتصرفات التي استعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم النتائج نفسها إذا استعملها سواه؛ لاختصاص الرسول صلى الله عليه وسلم بالوحي والتسديد من الله عز وجل. 
ولذا ، فإنه تبقى للسيرة النبوية صفة المعيارية الخالدة في الإطار العلمي التطبيقي ، وليس ذلك أبداً لممارسات أحد غيره - كائناً من كان - فلا يجوز إسقاط السيرة على تصرفات بعض الأفراد أو الجماعات؛ لتسويغ بعض الممارسات وإكسابها المشروعية ، سواء قبل التصرف أو بعده ، وسواء في ذلك القراءات الحركية أو العسكرية أو الأمنية أو الاقتصادية أو التربوية ما دامت فصّلت حوادثها على تصرفات معينة ، والتي لا يمكن أبداً أن تكون معياراً ، بل هي في الحقيقة صفحة من التاريخ تفيد الدرس والعبرة . 
وفي الختام : لعل فيما سبق من الضوابط محاولة لرسم معالم في كتابة السيرة ودراستها ، والمرجو أن تبعث لدى المهتمين المبادرة بنقدها وتقويمها ، والسعي لتحرير منهج علمي متين في دراسة سيرة الهادي صلى الله عليه وسلم . 
عبد اللطيف بن محمد الحسن
الفئة: مقالات دينية | أضاف: t38 (2009-08-04)
مشاهده: 568 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
طريقة الدخول
اسم المستخدم:
كلمة السر:

FeedBurner

ادخل إميلك ليصلك الجديد في الموقع:

Delivered by FeedBurner


قوقل تواصل

أصدقاء الموقع
  • منتديات الونشريسي التعليمية
  • موقع الاسلام
  • دليل المواقع الاسلامية
  • الونشريسي فون
  • دليل المواقع العربية
  • مكتبة الكتب

  • أمن المواقع

    Secure site


    ترجمة الموقع

    دردشة-مصغرة
    200

    الصور

    كل الحقوق محفوظة لموقع الونشريسي Copyright MyCorp © 2024

    free counters