الأحد, 2024-05-05, 4:16 PM



لقد دخلت بصفتك ضيف | مجموعة "الضيوف"أهلاً بك ضيف | RSS


بحث

قائمة الموقع

اشهار

فئة القسم
مقالات دينية [2]
المقالات خاصة بالدين فتاوى مواعض ....
مقالات تربوية تعليمية [12]
التربية و التعليم
مقالات اجتماعية [1]
علم الاجتماع
مقالات علمية [0]
مقالات اخرى [0]

تصويتنا
مارأيك في الموقع
مجموع الردود: 39

إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0

الرئيسية » مقالات » مقالات دينية

أصول وضوابط في دراسة السيرة النبوية الشريفة
وثانيهما : قراءة السيرة بأنظمة معرفية أخرى : رأسمالية ، واشتراكية ، وعلمانية ، وقومية من الخارج ، ومحاولة تقطيعها والانتقاء من أحداثها ، وفصلها عن نسقها المعرفي وسياقها ومناسبتها . 
ونظير هذا : قراءة السيرة بخلفية بدعية صوفية أو رافضية .. ونحوها ؛ فالرافضة - مثلاً - يحللون أحداث السيرة تحليلاً يتسق مع انحرافاتهم العَقَدِيَّة ! 
ثانياً : ترك المنطق التسويغي : 
ينبغي أن تنطلق دراسة السيرة من اليقين بعزة الإسلام وأحقيته في الحكم والسيادة ، وأن الله لا يقبل ديناً سواه ، وأنه لا يفهم إلا من خلال دراسة السيرة . 
ولذا وجب البعد عن الروح الانهزامية في تحرير السيرة وتحليلها ، خاصة في الجهاد . 
ومن المواضيع التي ينهزم أمامها التسويغيون ولا يجدون لها مسوِّغاً - على زعمهم - مسألة قتل يهود بني قريظة لما قبلوا حكم سعد بن معاذ فيهم - وكان حليفهم في الجاهلية - فحكم فيهم بحكم الله : أن يقتل رجالهم ، وتسبى نساؤهم وذراريهم هنا يصعب الموقف على من في قلبه انهزامية ، فيسعى للتشكيك في ثبوت القصة . وهي ثابتة بلا شك . 
ثالثاً : اعتبار القرآن الكريم مصدراً أولاً في تلقي السيرة وفهمها : 
لدراسة السيرة من خلال كتاب الله ميزات عدة منها : 
-أن مدارسته عبادة عظيمة . 
- اشتمل القرآن على إشارات تفصيلية لا توجد في مصدر آخر ، كما في أحداث زواج زينب- رضي الله عنها -.. 
- دقة وصفه للأحداث والشخوص ، حتى يصور نبضات القلب ، وتقاسيم الوجه ، وخلجات الفؤاد ، وهذه خصيصة تنقل القارئ إلى جو الحدث ليعيش فيه . 
- - تركيزه على خصائص سيرة النبي صلى الله عليه وسلم : مثل كونه بشراً ، وأن رسالته عامة ، وأنه خاتم النبيين . ومنها ربطه بين قصة الحدث وسيره وبين العقيدة والإيمان والقضاء والقدر. 
- بيانه حكمة الحدث ونتائجه وحكمة الله في تقديره ، وهو الدرس التربوي المطلوب. وبدراسة السيرة من القرآن يتحول الحدث من قصة في زمان ومكان معينين إلى درس كبير متكامل يتعدى ظروفهما … يُتلى إلى قيام الساعة . 
إن من يعيش السيرة من خلال القرآن - وصحيح السنة - لا تعود السيرة في حسه مجرد أحداث ووقائع ، وإنما تصير شيئاً تتنامى معه مشاعره الإيمانية تجاه الجماعة المؤمنة ووعيه الإيماني بالسنن الربانية . ومع أهمية هذا النوع من الدراسة فإنه لم يلق بعدُ اهتماماً يتناسب معه . 
رابعا: تمحيص الصحيح من الأخبار فيما يتعلق بالعقيدة والشريعة : 
الناس في اشتراط تمييز الصحيح من الضعيف في روايات السيرة على قولين مشهورين: الأول : من لم يشترط التمحيص وأجاز إيراد كل مرويات السيرة ، واحتج بأن كَتَبة السيرة لم يعتمدوه ولم يحرصوا عليه ، واستدلوا بما اشتهر عن الإمام أحمد - رحمه الله - أنه قال : " ثلاثة كتب ليس لها أصول : المغازي ، والملاحم ، التفسير . ويمكن نقاش دليلهم واستدلالهم من أوجه : 
أ - أن ثبوت هذا المقولة عن الإمام أحمد موضع نظر ، ومن ذا الذي يقول :إنه لا يثبت شيء في مغازي المسلمين ؟ فأين ما في الصحاح والسنن ، وأين ما ذكره الإمام أحمد نفسه في مسنده ؟ 
ب - وفي حال ثبوت الرواية فإنه لم يقل : لم يصح فيها شيء ، ولكن قال : ليس لها أصول . وقوله : ثلاثة كُتُب يدل على أن مراده : " كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ، ولا موثوق بصحتها ؛ لسوء أحوال مصنفيها ، وعدم عدالة ناقليها ، وزيادات القُصّاص فيها . 
ت - أنه حتى لو نفى الصحة عنها فإن نفيها لا ينفي الحُسن ، ولا يستلزم الضعف أو الوضع. 
ث - يحمل قوله على الحال الغالب ؛ فإن هذه الفنون غالب رواياتها ليس لها أسانيد متصلة. 
أما القول الثاني : فيمثله د. أكرم العمري ، حيث يقول : " المطلوب اعتماد الروايات الصحيحة ، وتقديمها ثم الحسنة ، ثم ما يعتضد من الضعيف لبناء الصورة التاريخية لأحداث المجتمع في عصر صدر الإسلام .. وعند التعارض يقدم الأقوى دائماً .. أما الرويات الضعيفة التي لا تقوى أو تعتضد فيمكن الإفادة منها في إكمال الفراغ الذي لا تسده الروايات الصحيحة والحسنة على ألا تتعلق بجانب عقدي أو شرعي ؛ لأن القاعدة : "التشدد فيما يتعلق بالعقيدة أو الشريعة " . ولا يخفى أن عصر السيرة النبوية والخلافة الراشدة مليء بالسوابق الفقهية ، والخلفاء الراشدون كانوا يجتهدون في تسيير دفة الحياة وفق تعاليم الإسلام ؛ فهم موضع اقتداء ومتابعة فيما استنبطوا من أحكام ونظم لأقضية استجدت بعد توسع الدولة الإسلامية على إثر الفتوح . 
أما الروايات التاريخية المتعلقة بالعمران : كتخطيط المدن ، وزيادة الأبنية ، وشق الترع ، .. أو المتعلقة بوصف ميادين القتال وأخبار المجاهدين الدالة على شجاعتهم وتضحيتهم فا بأس بالتساهل فيها ، وهذا هو المنهج المعتبر عند الأئمة المحققين ، يشهد به صنيع الذهبي في ( تاريخ الإسلام ) ، وابن سيد الناس في ( عيون الأثر ) ، وابن حجر في ( الفتح ) ، وكذلك ابن القيم وابن كثير . 
أما ما يؤخذ من الروايات التاريخية فهو ما اتفق عليه الإخباريون . أما اشتراط الصحة في كل خبر تاريخي - والذي مشى عليه بعض المؤلفين في السيرة فاختزلوا كثيراً من أحداثها - فإن ذلك يترتب عليه تضييع ثروة علمية كبرى ، وإهدار الاستفادة منها في مجالات تربوية وإدارية .. ونحوها ؛ حيث تضعف الثقة في كل ما استنبط منها . 
يبقى : كيف تدوّن السيرة على ضوء المنهج السابق : هل تذكر كل الأحاديث بنصوصها ، أم يجمع بين الروايات في سياق واحد ؟ 
الظاهر : هو الطريق الثاني ؛ تحاشياً لتشويش القارئ وتشتت ذهنه بانقطاع الأحداث ، وتكرر بعضها ، وعدم وضوح صورة متسلسلة متكاملة للسيرة ، ثم إنه صنيع الزهري في روايته لحادثة الإفك التي رواها مسلم عنه . 
خامساً : معرفة حدود العقل في قبول النصوص وردِّها : 
يرى العديد من الدارسين - وخاصة المستشرقين - أن علماء المسلمين أهملوا نقد المتون ، وأن ذلك لغياب عقليتهم النقدية . وهذا مردود ، وهذا بعض أمثلة لمحاكمات تاريخية مستندة إلى نقد المتن : 
1- رفض ابن حزم العدد المذكور عن عدد جند المسلمين في أُحُد بناء على محاكمة المتن وفق أقيسة عقلية بحتة . 
2- قدّم موسى بن عقبة غزوة بني المصطلق إلى السنة الرابعة - خلافاً للأكثرين الذين جعلوها في السنة السادسة - ؛ لاشتراك سعد بن معاذ فيها ، وهو متوفى عقب بني قريظة وهي في السنة الرابعة . وتابعه على تقديم تاريخها ابن القيم والذهبي . 
3- أخَّر البخاري غزوة ذات الرقاع إلى ما بعد خيبر ؛ نظراً لاشتراك أبي موسى الأشعري وأبي هريرة فيها ، وقد قدما بعد خيبر ، وتابعه على تأخيرها ابن القيم وابن كثير وابن حجر ، خلافاً لرأي ابن إسحاق والواقدي في تقديمها . 
4- الخلاف حول تشريع صلاة الخوف معظمه مبني على محاكمة المتن . 
والأمثلة كثيرة ؛ ولكن من المهم أن يقال : إن حفظ الروايات قد استنفد طاقة الأوائل ، وأتى بعدهم من لخّص وذيل عليها وانتقى منها ، وهذا عمل نقدي . وفي مؤلفات متأخرة تَبرُز محاكمات دقيقة للمتون ، كما في : البداية والنهاية وفتح الباري ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية. 
قال ابن تيمية - رحمه الله : " الأحاديث التي ينقلها كثير من الجهال ، لا ضابط لها ، لكن منها ما يعرف كذبه بالعقل ومنها مايعرف كذبه بالعادة ، ومنها مايعرف كذبه بأنه خلاف ما عُلم بالنقل الصحيح ، ومنها ما يعرف كذبه بطرق أخرى . 
كما يحسب في عداد تقويم العقلية النقدية لدى المسلمين خدمتهم لنصوص أحاديث الأحكام خدمة بالغة ، كجهودهم في كتب أصول الفقه التي تنبئُ عن عقلية فذة . وإذا علمنا أن للمؤرخين القدامى كتباً في فنون أخرى لم يجز لنا أن نتهمهم بإهمال المتون ، كما يجب مراعاة عنصر الزمن ، فلا تقوّم جهودهم بمقاييس أنجزها التقدم العلمي اليوم ؛ لئلا يُغمطوا حقهم . 
على أن علم مصطلح الحديث قد اشتمل على مباحث تشكل الجانب النظري لنقد المتون ، ولكن القصورحصل في تطبيق ذلك على الرواية التاريخية ، فلم تحظ بما حظيت به الأحاديث النبوية من العناية . 
لقد انزلق المطالبون بنقد المتون ؛ حيث أجروا أحكام العقل في المتون الثابتة ، وجعلوا ذلك أساساً للرد والقبول، وذلك أمر تتفاوت فيه العقول ، وإنما يجي ء الإشكال من جهة قصور العقل عن إدراك الخطاب للتوفيق بينه وبين النصوص الأخرى . 
وربما يُثبت من لم يلتزم منهج المحدثين حديثاً واهياً لصحة معناه ، وقد يردُّ رواية الشيخين لظنه تعارضها مع مبادئ الإسلام وقواعده ، وهذا تحكيم ضعيف العقل . 
ومما وقعوا فيه خلال دراسة السيرة نفي المعجزات الثابتة بالنقل الصحيح ، وهو في حقيقته انصياع للفكر المادي والفلسفات الوضعية ، مع أن المسلم لا بد له من الاعتزاز الذي يحقق له الاستقلال التام في النظر البحث العلمي . 
سادساً: فهم العربية ومعرفة أساليبها : 
" امتاز التأليف في العصور الأولى بقوة الأسلوب وفحولة المعاني وجزالة الألفاظ وإشراق الديباجة والتزام أساليب العرب ومذاهبهم في البيان فدعت الحاجة دارس السيرة إلى حسن فهم العربية وأساليبها ؛ ليحسن التعامل مع روايات السيرة ؛ إذ المطلوب في فهمها والاستنباط منها أن يتم وفق قواعد العربية وأساليبها دون تعسف أو تمحُّل في التفسير . 
سابعاً : الالتزام بالمصطلحات الشرعية : 
قسم الله - تبارك وتعالى - الناس ثلاثة أقسام : مؤمناً ، وكافراً ومنافقاً - كما في صدر سورة البقرة - وجعلهم حزبين : أولياء الرحمن ، وأولياء الشيطان ، فالواجب الالتزام بهذه التسميات ، وعدم العدول عنها إلى مثل : يميني ، يساري ، ليبرالي … إلا عند الحاجة للتعريف باتجاهات بعض الأفراد الذين يترتب معرفة ذلك منهم مصلحة ، مع الحرص على التحديد ما أمكن . 
وفائدة التحديد في تقليل التمييع والتضليل الذي يسعى إليه المفسدون وأشياعهم ؛ حيث يحرصون على التعمية وتجاهل الأسماء الشرعية التي يترتب عليها أحكام ، وتستلزم ولاءً أو براءً . 
ثامناً : صدق العاطفة : 
من أسس الكتابة في السيرة ودراستها توفر المحبة لصحابها صلى الله عليه وسلم والعاطفة الحية التي تُشعر بمدى الارتباط الحقيقي قلباً وقالباً ، والتفاعل الحقيقي مع أحداث سيرته . 
ولقد عبر الشيخ محمد الغزالي عن عاطفته الجياشة فقال في مقدمة فقه السيرة : : إنني أكتب في السيرة كما يكتب جندي عن قائده ، أو تابع عن سيده ، أو تلميذ عن أستاذه ، ولست - كما قلت - مؤرخاً محايداً مبتوت الصلة بمن يكتب عنه " . ودراسة السيرة تعبُّدًا لله وتقرباً إليه تنمي ذلك الحب ، وتسقي تلك العاطفة . 
تاسعاً : الوفاء بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم دون غلو ولا جفاء : 
ينأى عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج سلف الأمة في دراسة السيرة فريقان : 
1- قوم قصَّروا في حق النبي صلى الله عليه وسلم وما يجب له من الإجلال والتعظيم ، فدرسوا سيرته كما يدرسون سائر الشخصيات الأخرى ، فنظروا لجوانب العظمة البشريةو القيادة والعبقرية والبطولة والملك والإصلاح الاجتماعي ، مغفلين الجانب الأعلى في حياته ، وهو تشرفه بوحي الله - عز وجل - وختم النبوة والرسالة . ولهؤلاء يحسن سياق خبر أبي سفيان يوم فتح مكة ، حيث قال للعباس لما رأي كتائب الصحابة - رضي الله عنهم - والله لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم لعظيماً ، فقال العباس : ويحك يا أبا سفيان ، إنها النبوة ، قال : فنعم إذاً . 
2- وأخرون بالغوا في التعظيم وغلوا في منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلم يرُقْ لهم وصفه بالبشرية ، بل ربما خطر لبعضهم أنه ضرب من الجفاء ! مع أن كونه صلى الله عليه وسلم بشراً عبداً لله - عز وجل - من مسلمات العقيدة وخلافه ضرب من الضلال ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ؛ فإنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسول الله: . 
3- فالحق وسط بين الطرفين ؛ ولدراسة السيرة انطلاقاً من ذلك أثر كبير في العقيدة والعبادة والسلوك والدعوة والتأسي والاقتداء . 
عاشراً : تحديد هدف الكتابة والشريحة المخاطبة بها: 
على كاتب السيرة معرفة الشريحة المراد مخاطبتها ، وفهم الأسلوب المناسب الذي تؤدى به . 
وعليه كذلك أن يعيّن غرضه من الكتابة ، وماذا يريد من معالجة جديدة ، أو طرح للأحداث بأسلوب جديد ، أو تعليل لقضايا منغلقة ، أو التركيز على أحداث أغفلها الكُتّاب . 
فمثلاً المرحلة المكية مرحلة تربوية خصبة كتبت فيها كثير من الكتابات ، ولا تزال بحاجة إلى بسط في بعض جوانبها وزواياها ، ومن ذلك : 
1- موقف الجاهلية من الدعوة والمؤمنين بها ؛ فأعداء الدعوة ليسوا قريشاً وحدهم، بل كل الجاهلية .. ثقيف وهوازن وغيرهما . وإنما برزت قريش ؛ لأنهم عشيرته صلى الله عليه وسلم الأقربون ، ولكن تخصيصهم بالحديث يوحي بمحلية الدعوة ، وهو خطأ جسيم . 2- موقف المؤمنين من الاضطهاد بالمقارنة بين حالهم قبل الإسلام وبعده ، وكيف صنعهم الإسلام حتى هان على المؤمنين من العقوبات ما كان أخفه هو غاية التهديد في الجاهلية كالطرد من القبيلة - مثلاً - . 3- الدور التربوي العظيم لدار الأرقم - مدرسة المؤمنين السابقين الأولين : ، والمؤسف أن الأخبار عنها قليلة ، مع أنها تميزت بإعطاء منهج تربوي متكامل ، ولعل من الكتب المفيدة في دراسة المرحلة المكية : في ظلال القرآن ، لسيد قطب - رحمه الله - حادي عشر : العناية بتحليل الأحداث والتعليق والموازنة : 
بذل العلماء المتقدمون جهوداً مضنية في حفظ العلم وروايته أشغلتهم - في بعض الأحيان - عن العناية بتحليل الأخبار ودراستها والنظر في أسباب الأحداث وملابساتها . وفي عصور الضعف لم يأخذ جانب التحليل والدراسة حقه ؛ بسبب النظرة التجزيئية للقضايا، والسطحية في التعامل مع الروايات ، وعدم وضوح التصور الإسلامي لحركة التاريخ ودور الفرد والجماعة ، و العلاقة الجدلية بين القدر والحرية وقانون السببية في الربط بين المقدمات والنتائج . فضلاً عن أن الكتب التاريخية القديمة لا تمدنا بمنحى واضح في التحليل والتصور الكلي ؛ بسبب اعتمادها على سرد الروايات فقط ؛ إذ قلّما يشير المؤرخ الإسلامي القديم إلى السنن والنواميس والقوانين الاجتماعية التي تحكم حركة التاريخ ، رغم أن القرآن الكريم لفت نظر المسلمين إلى ذلك كله بوضوح ، بل إن أحداً من مؤرخي الإسلام لم يحاول إعادة صياغة النظرة القرآنية للتاريخ وتقديم الوقائع والتطبيقات والشواهد القرآنية عليها بشكل نظريات كلية حتى وقت متأخر عندما كتب ابن خلدون مقدمته . 
ولغيات النظرة التحليلة في دراسة السيرة فقد غلب عليها الطابع التسجيلي السردي الذي يحاول إثبات الوقائع ووصف تطور الأحداث وتقرير النتائج دون الالتفات إلى المقدمات ومحاولة اكتشاف المنهج الذي يُسيّرها . ومع أن الدراسات شملت وصفاً دقيقاً لكل أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وكل ما يتصل به .. إلا أن الحديث عن المعجزات والمؤيدات الغيبية كان على حساب سنن عالم الشهادة التي يتحرك في إطارها ويصنع الأحداث ويحقق النتائج . " الحق أن المحدثين في باب التحليل والتعليق والموازنة بين المواقف قد أرْبوا على المتقدمين ، وأكسبوا السيرة جدة ، ورواءً ، وقد تفاوتوا في ذلك على حسب تفاوتهم في المراتب ، وسعة العلم والأفق ، والاطلاع على سير الآخرين . 
ولكن غالب هذه الدراسات قد ركز على جانب إثبات النبوة ، وإبراز الخصائص . وهو أمر له مسوِّغه الظرفي في الصراع مع المخالفين . واهتم جزء آخر باستخراج الأحكام والتوجيهات والفوائد ، واهتم آخرون بالتفسير الحركي لتسويغ بعض مواقف الحركة الإسلامية المعاصرة . ثاني عشر : الاهتمام بتحرير المنهج النبوي في سائر المجالات : 
بقيت العناية بالمنهج قليلة ، مع أنه بإمكان النظرة الشمولية لهذه الجهود العلمية الضخمة - الآنفة الذكر - أن تستخلص البنية الهيكلية للمنهج النبوي في نواحيه المختلفة . نعم …
الفئة: مقالات دينية | أضاف: t38 (2009-08-04)
مشاهده: 576 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
طريقة الدخول
اسم المستخدم:
كلمة السر:

FeedBurner

ادخل إميلك ليصلك الجديد في الموقع:

Delivered by FeedBurner


قوقل تواصل

أصدقاء الموقع
  • منتديات الونشريسي التعليمية
  • موقع الاسلام
  • دليل المواقع الاسلامية
  • الونشريسي فون
  • دليل المواقع العربية
  • مكتبة الكتب

  • أمن المواقع

    Secure site


    ترجمة الموقع

    دردشة-مصغرة
    200

    الصور

    كل الحقوق محفوظة لموقع الونشريسي Copyright MyCorp © 2024

    free counters